من أحسن إليك ثم أساء فقد أنساك إحسانه.
لو كنت متوكلاً عليه حق التوكل لما قلقت للمستقبل ، ولو كنت واثقاً من رحمته تمام الثقة لما يئست من الفرج ، ولو كنت موقناً بحكمته كل اليقين لما عتبت عليه في قضائه وقدره ، ولو كنت مطمئناً إلى عدالته بالغ الاطمئنان لما شككت في نهاية الظالمين .
في درب الحياة ضيَّعت نفسي ثم وجدتها في فناء الله ، وفي متاهات الطريق فقدت غايتي ثم ألفيتها في كتاب الله ، وفي زحام الموكب ضللت رحلي ثم وجدته عند رسول الله.
لولا رحمتك بي يا إلهي لكنت فريسة الأطماع ، ولولا هدايتك لي لكنت سجين الأوهام ، ولولا إحسانك إليَّ لكنت شريد الحاجات ، ولولا حمايتك لي لكنت طريد اللئام ، ولولا توبتك عليَّ لكنت صريع الآثام .
الدين لا يمحو الغرائز ولكن يروِّضها ، والتربية لا تغيِّر الطباع ولكن تهذِّبها.
الشهامة أن تغار على حرمات الله ، والنجدة أن تبادر إلى نداء الله ، والشجاعة أن تسرع إلى نصرة الله ، والمروءة أن تحفظ مَنْ حولك مِنْ عيال الله ، والسخاء أن لا تردَّ لله أمراً ولا نهياً.
الكرام يتعاملون بالثقة ، ويتواصلون بحسن الظن ، ويتوادّون بالإغضاء عن الهفوات.
الفقه أن تفقه عن الله شرعه ، وعن رسول الله خُلُقه ، وعن صحابته سيرتهم وسلوكهم.
وفي المآزق ينكشف لؤم الطباع ، وفي الفتن تنكشف أصالة الآراء ، وفي الحكم ينكشف زيف الأخلاق ، وفي المال تنكشف دعوى الورع ، وفي الجاه ينكشف كرم الأصل ، وفي الشدة ينكشف صدق الأخوة .
لا تغرنك دمعة الزاهد فربما كانت لفرار الدنيا من يده ، ولا تغرنك بسمة الظالم ، فربما كانت لإحكام الطوق في عنقك ، ولا تغرنك مسالمة الغادر ، فربما كانت للوثوب عليك وأنت نائم ، ولا يغرنك بكاء الزوجة ، فربما كان لإخفاقها في السيطرة عليك.
احذر ضحك الشيطان منك في ست ساعات : ساعة الغضب ، والمفاخرة ، والمجادلة ، وهجمة الزهد المفاجئة ، والحماس وأنت تخطب في الجماهير ، والبكاء وأنت تعظ الناس .
احذر لئيم الأصل ، فقد يدركه لؤم أصله وأنت في أشد الحاجة إلى صداقته ، واحذر لئيم الطبع ، فقد يدركه لؤم طبعه وأنت في أشد الحاجة إلى معونته.
احذر الحقود إذا تسلط ، والجاهل إذا قضى ، واللئيم إذا حكم ، والجائع إذا يئس ، والواعظ المتزهد (أي الذي يتظاهر بالزهد) إذا كثر مستمعوه .
ثلاث هنّ من عيشة المؤمن : عبادة الله ، ونصح الناس ، وبذل المعروف.
ثلاث هنَّ من طبيعة المؤمن : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وسخاء النفس.
ثلاث هنَّ من خلق المؤمن : الإغضاء عن الزلَّة ، والعفو عند المقدرة ، ونجدة الصديق مع ضيق ذات اليد .من أوتي حسن الخلق لا عليه ما فاته من الدنيا.
المنافق شخص هانت عليه نفسه بقدر ما عظمت عنده منفعته.
المنافق ممثل مسرحي ، له كذب الممثل وليس له تقدير المتفرجين .
قيل لخطيب منافق : لماذا تتقلَّب مع كل حاكم ؟ فقال : هكذا خلق الله القلب متقلباً ، فثباته على حالة واحدة مخالفة لإرادة الله .
إن الله يعاقب على المعصية في الدنيا قبل الآخرة ، ومن عقوبته للمجتمع الذي تفشو فيه المظالم أن يسلّط عليه الأشرار والظالمين ، وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق القول فدمرناها تدميراً .
الفقير ميزان الله في الأرض ، يوزن به صلاح المجتمع وفساده.
أمر الله أن يعطى الفقير حقه والغني حقه ، فدافع دجاجلة الدين عن حق الغني ولم يدافعوا عن حق الفقير ، وأكل طواغيت الدنيا حق الغني دفاعاً عن حق الفقير ، والله أعدل الحاكمين .
لم يرضهم حكم الله في أموالهم فسلَّط عليهم من يحكم فيها بحكم الشيطان.
يتساءلون عنك : أين أنت ؟ فيا عجباً للعُمْي البُلْه ، متى كنت خفيًّا حتى نسأل عنك ، ألست في عيوننا وأسماعنا ؟ ألست في مائنا وهوائنا ؟ ألست في بسمة الصغير وتغريد البلبل ؟ ألست في خفيف الشجر وضياء القمر ؟ ألست في الأرض والسماء ؟ ألست في كلِّ شيء كلِّ شيء ؟ أليست هذه آياتك الدالة عليك ؟ أليست هذه من بدائع صنعك يا أحسن الخالقين ؟ أليست آيات تدبيرك الحكيم بارزة في صغير هذا الكون وكبيره ؟ ، فكيف يسأل عنك هؤلاء إلا أن يكونوا عمياً في البصائر والأبصار ؟!
لم يكن أهل الخير في عصر من عصور التاريخ أكثر عدداً من أهل الشر أو يساوونهم ، ولكن عصور الخير هي التي تمكن فيها أهل الخير من توجيه دفتها.
السعيد المحبوب هو الذي يضحك وقلبه باك ، ويغنِّي ونفسه حزينة.
لكي يحبَّك الناس أفسح لهم طريقهم ، ولكي ينصفك الناس افتح لهم قلبك ، ولكي تنصف الناس افتح لهم عقلك ، ولكي تسلم من الناس تنازل لهم عن بعض حقك.
عذاب العاقل بحبسه مع من لا يفهم ، وعذاب المجرِّب برئاسته على من لم يجرب ، وعذاب العالم بوضع علمه بين أيدي الجهال ، وعذاب الرجل بتحكيمه بين النساء ، وعذاب المرأة بمنعها من الكلام .
العواطف تنشئ الدولة ، والعقول ترسي دعائمها ، والأهواء تجعلها ركاماً.
قال الذئب للشاة : ثقي بي فسأقودك إلى مرتع خصب ، فقالت الشاة: إني أرى بعينيك عظام زميلاتي ، قال الذئب : لم آكلها أنا وإنما أكلها ذئب غيري ، قالت الشاة : وهل انسلخت من طبيعتك حتى لا تفعل ما فعلوا ؟
عقل الفيلسوف يبني دولة في الهواء ، وعقل القصصي يبني دولة فوق الماء ، وعقل الطاغية يبني دولة فوق مستودع بارود ، وعقل المؤمن يبني دولة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
خلود العالِم بعلومه ، وخلود الفيلسوف بتأملاته ، وخلود القائد بفتوحاته ، وخلود النبي برسالته ، وخلود المصلح بصحابته.
بعض أصدقائك يريد أن يحسن إليك فيسيء ، فإن كانت اجتهاداً فاعف عنه ، وإن كانت غفلة فلا تعتمد عليه.
خلق الله المال ليكون جواز سفر إلى الجنة ، فجعلته أطماع الإنسان جواز سفرٍ إلى جهنَّم .
لا يؤتى الحقّ إلا من الدخلاء في حشوده ، والأغرار في قيادته ، والنائمين في حراسته ، والمفسدين في أسلحته.
إذا أراد الله أن يسلب من عبد نعمة أغفله عن صيانتها ، وإذا أراد أن يمنحه نعمة هيَّأه لحسن استقبالها ، وإذا أراد أن يمتحنه في نعمة أيقظ عقله وهواه ، فإن غلب هواه عقلَه لم يكن بها جديراً.
من تعلَّق قلبه بالدنيا لم يجد لذَّة الخلوة مع الله ، ومن تعلق قلبه باللهو لم يجد لذة الأنس بكلام الله ، ومن تعلق قلبه بالجاه لم يجد لذة التواضع بين يدي الله ، ومن تعلق قلبه بالمال لم يجد لذة الإقراض لله ، ومن تعلق قلبه بالشهوات لم يجد لذة الفهم عن الله ، ومن تعلق قلبه بالزوجة والولد لم يجد لذة الجهاد في سبيل الله ، ومن كثرت منه الآمال لم يجد في نفسه شوقاً إلى الجنة .